نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 201
وتارة خضرة زبرجدية ، وأحيانا صفرة عسجدية ( 1 ) فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن أو تبلغه قرائح العقول ( 2 ) أو تستنظم وصفه أقوال الواصفين وأقل أجزائه قد أعجز الأوهام أن تدركه والألسنة أن تصفه ! خلقة النملة من خطبة له في وصف خلقة النملة : أنظروا إلى النملة في صغر جثتها ولطافة هيئتها ، لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدق الفكر : كيف دبت على أرضها وصبت على رزقها ! تنقل الحبة إلى جحرها وتعدها في مستقرها . تجمع في حرها لبردها وفي ورودها لصدرها ، مكفولة برزقها مرزوقة بوفقها ( 3 ) لا يغفلها المنان ولا يحرمها الديان ولو في الصفا اليابس والحجر الجامس ( 4 ) . ولو فكرت في مجاري أكلها ، في علوها وسفلها ، وما في الجوف من شراسيف بطنها ( 5 ) وما في الرأس من عينها وأذنها ، لقضيت من خلقها عجبا ولقيت
1 - ذهبية . 2 - عمائق ، جمع عميقة . القرائح جمع قريحة وهي : الخاطر والذهن . 3 - الصدر : الرجوع بعد الورود . بوفقها : بما يوافقها من الرزق ويلائم طبعها ، أو بما هو قدر كفايتها منه . 4 - الجامس : الجامد . 5 - الشراسيف : مقاطع الأضلاع .
201
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 201