نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 19
ثم تسرع إلى موضعها الذي طلعت منه . تذهب الريح إلى الجنوب وتدور إلى الشمال ، تدور وتطوف في مسيرها ثم إلى مداورها تعود الريح ! جميع الأنهار تجري إلى البحر والبحر ليس بملآن ثم إلى الموضع الذي جرت منه الأنهار إلى هناك تعود لتجري أيضا ! ) وإذا سمعته أيضا يقول : أنا وردة الشارون وسوسنة الأودية ، كالسوسنة بين الشوك كذلك خليلتي بين البنات . كالتفاحة في أشجار الغابة كذلك حبيبي بين البنين . قد اشتهيت فجلست في ظله وثمره حلو في حلقي . قد ظهرت الزهور في الأرض ووافى أوان القضب وسمع صوت اليمامة في أرضنا . ( يا حمامتي التي في نخاريب الصخر وفي خفايا المعاقل أريني محياك ، أسمعيني صوتك فإن صوتك لطيف ومحياك جميل ، إلى أن ينسم النهار وتنهزم الظلال . عد يا حبيبي وكن كالظبي أو كغفر الأيلة على جبال باتر . ( جميلة أنت يا خليلتي ! جميلة أنت وعيناك كحمامتين من وراء نقابك ، وشعرك كقطيع معز يبدو من جبل جلعاد . شفتاك كسمط من القرمز ونطقك عذب . خداك كفلقة رمانة من وراء نقابك . عنقك كبرج داود المبني للسلاح الذي علق فيه ألف مجن ، جميع تروس الجبابرة . إلى أن ينسم النهار وتنهزم الظلال أنطلق إلى جبل المر وإلى تل اللبان . هلمي معي من لبنان أيتها العروس . معي من لبنان انظري من رأس أمانة من رأس حرمون من مرابض الأسود من جبال النمور . شفتاك تقطران شهدا أيتها العروس وتحت لسانك عسل ولبن وعرف ثيابك كعرف لبنان . عين جنات وبئر مياه حية وأنهار من لبنان ، هبي يا شمال وهلمي يا جنوب انسمي على جنتي فتنسكب أطيابها ! ) إذا أنت سمعت ذلك ووعيته وعيا صحيحا ، أدركت أن سليمان ينهل شعره من المنهل ذاته الذي ارتوى منه المسيح وإن اختلف الموضوع . ومن ذلك قول فيكتور هيغو ، أحد عظماء الفنانين الذين نبغوا بعد الثورة الفرنسية ، وهو
19
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 19