نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 172
بكل ما سمعت به فكفى بذلك كذبا . ولا ترد على الناس كل ما حدثوك به فكفى بذلك جهلا . وتجاوز عند المقدرة واحلم عند الغضب واصفح مع الدولة ( 1 ) وإياك ومصاحبة الفساق فإن الشر بالشر ملحق . واحذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود إبليس ! أهل الجشع وأهل الفقر من خطبة له في أهل الجشع وأهل الفاقة . وقد أصبحتم في زمن لا يزداد الخير فيه إلا إدبارا ، والشر فيه إلا إقبالا ، والشيطان في هلاك الناس إلا طمعا . اضرب بطرفك حيث شئت من الناس : هل تبصر إلا فقيرا يكابد فقرا ، أو غنيا بدل نعمة الله كفرا ؟ أين أخياركم وصلحاؤكم ، وأحراركم وسمحاؤكم ؟ وأين المتورعون في مكاسبهم ؟ والمتنزهون في مذاهبهم ؟ أليس قد ظعنوا جميعا عن هذه الدنيا ؟ وهل خلقتم إلا في حثالة ( 2 ) لا تلتقي بذمهم الشفتان استصغارا لقدرهم وذهابا عن ذكرهم . لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له ، والناهين عن المنكر العاملين به !
1 - أي عندما تكون لك السلطة . 2 - الحثالة : الردئ من كل شئ والمراد هنا أدنياء الناس وصغار النفوس منهم .
172
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 172