responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 168


دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها تستطاب لك الألوان وتنقل إليك الجفان ( 1 ) وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو ( 2 ) وغنيهم مدعو .
ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه ( 3 ) ، ومن طعمه بقرصيه ! ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ، ولكن أعينوني بورع واجتهاد ، وعفة وسداد . فوالله ما كنزت من دنياكم تبرا ، ولا ادخرت من غنائمها وفرا ، ولا أعددت لبالي ثوبي طمرا ، ولا حزت من أرضها شبرا . ولو شئت لاهتديت الطريق إلى مصفى هذا العسل ولباب هذا القمح ونسائج هذا القز ، ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ( 4 ) ولا عهد له بالشبع ! أو أبيت مبطانا وحولي بطون غرثى وأكباد حرى ( 5 ) ؟ أو أقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر ! ؟ وكأني بقائلكم يقول : ( إذا كان هذا قوت ابن أبي طالب فقد قعد به الضعف عن قتال الأقران ومنازلة الشجعان ؟ ) ألا وإن الشجرة البرية أصلب عودا ، والروائع الخضرة أرق جلودا ، والنباتات البرية أقوى وقودا وأبطأ خمودا ! والله لو تظاهرت العرب على قتالي لما وليت عنها !


1 - تستطاب : يطلب لك طيبها . الألوان : أصناف الطعام . الجفان ، جمع جفنة ، وهي : القصعة . 2 - عائلهم : فقيرهم ومحتاجهم . مجفو : مطرود من الجفاء . 3 - الطمر : الثوب الخلق . 4 - القرص : الرغيف . 5 - غرثى : جائعة . حرى : عطشى .

168

نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست