نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 142
وتكفرونهم بذنوبي ! سيوفكم على عواتقكم تضعونها مواضع البرء والسقم ، وتخلطون من أذنب بمن لم يذنب . لم آت . لا أبا لكم ، بجرا ، ولا ختلتكم عن أمركم ولا لبسته عليكم ( 1 ) ، إنما اجتمع رأي ملئكم على اختيار رجلين أخذنا عليهما ألا يتعديا القرآن ، فتاها عنه ، وتركا الحق وهما يبصرانه ، وكان الجور هواهما فمضيا عليه . وقد سبق استثناؤنا عليهما ، في الحكومة بالعدل والصمد للحق ، سوء رأيهما وجور حكمهما ( 2 ) أنا نذيركم من خطبة له في تخويف أهل النهروان ( 3 ) قبل أن يبدأوه القتال : فأنا نذيركم أن تصبحوا صرعى بأثناء هذا النهر وبأهضام هذا الغائط ( 4 ) على غير بينة من ربكم ولا سلطان مبين معكم : قد طوحت بكم الدار
1 - البجر : الشر والأمر العظيم والداهية . ختلتكم : خدعتكم . لبسته عليكم : خلطته وشبهته حتى لا يعرف 2 - الصمد : القصد . 3 - النهروان : اسم لأسفل نهر على مقربة من الكوفة . وأهل النهروان هم الخوارج . 4 - صرعى ، جمع صريع ، أي : طريح . الأهضام ، جمع ، هضم وهو المطمئن من الوادي . والغائط : ما سفل من الأرض والمراد هنا منها المنخفضات . يقول : إني أحذركم من اللجاج في العصيان فتصبحوا مقتولين مطروحين ، بعضكم في أثناء هذا النهر ، وبعضكم في هذا الوادي وهذه المنخفضات .
142
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 142