نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 141
إخواننا وأهل دعوتنا استقالونا واستراحوا إلى كتاب الله سبحانه ، فالرأي القبول منهم والتنفيس عنهم ؟ فقلت لكم : هذا أمر ظاهره إيمان وباطنه عدوان ، وأوله رحمة وآخره ندامة فأقيموا على شأنكم والزموا طريقكم ولا تلتفتوا إلى ناعق نعق : إن أجيب أضل وإن ترك ذل ؟ وقد كانت هذه الفعلة ، وقد رأيتكم أعطيتموها . والله لئن أبيتها ما وجبت علي فريضتها ، ولا حملني الله ذنبها ! ووالله إن جئتها إني للمحق الذي يتبع . وإن الكتاب لمعي . ما فارقته مذ صحبته : فلقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ، وإن القتل ليدور على الآباء والأبناء والإخوان والقرابات . فما نزداد على كل مصيبة وشدة لا إيمانا ومضيا على الحق وصبرا على مضض الجراح . ولكنا إنما أصبحنا نقاتل إخواننا في الإسلام على ما دخل فيه من الزيغ والاعوجاج ، والشبهة والتأويل . فإذا طمعنا في خصلة ( 1 ) يلم الله بها شعثنا ونتدانى بها إلى البقية فيما بيننا ، رغبنا فيها وأمسكنا عما سواها ! تركا الحق وهما يبصرانه من كلام له يكشف به للخوارج الشبهة وينقض حكم الحكمين : فإن أبيتم إلا أن تزعموا أني أخطأت وضللت ، فلم تضللون عامة أمة محمد صلى الله عليه وآله بضلالي ، وتأخذونهم بخطئي ،
1 - الخصلة ، يراد بها هنا : الوسيلة .
141
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 141