نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 139
على اللطف والمقاربة ، وعند جموده على البذل ( 1 ) ، وعند تباعده على الدنو وعند شدته على اللين ، وعند جرمه على العذر ، حتى كأنه ذو نعمة عليك . ولن لمن غالظك ( 2 ) فإنه يوشك أن يلين لك ، وخذ على عدوك بالفضل . وإن أردت قطيعة أخيك فاستبق له من نفسك بقية يرجع إليها إن بدا له ذلك يوما ما ( 3 ) . ومن ظن بك خيرا فصدق ظنه . ولا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه فإنه ليس لك بأخ من أضعت حقه . ولا يكونن أخوك على مقاطعتك أقوى منك على صلته ( 4 ) ولا يكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان ، وليس جزاء من سرك أن تسوءه . ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى . وإن جزعت على ما تفلت من يديك ، فاجزع على كل ما لم يصل إليك . استدل على ما لم يكن بما كان ، فإن الأمور أشباه ، ولا تكونن ممن لا تنفعه العظة إلا إذا بالغت في إيلامه .
1 - الجمود : البخل . 2 - لن : أمر من ( لان ) . 3 - أي : استبق بقية من الصلة يسهل له معها الرجوع إليك إذا هو شاء ذلك . 4 - أي ، إذا أتى أخوك الإنسان بأسباب القطيعة فقابلها بموجبات الصلة حتى تكون الغلبة للمودة . ولا يصح أن يكون أخوك أقدر على ما يوجب القطيعة منك على ما ما يوجب الصلة . وهذا أبلغ قول في لزوم حفظ المودة بين الناس .
139
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 139