نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 138
ما تحب لنفسك ، واكره له ما تكره لها ، ولا تظلم كما لا تحب أن تظلم ، وأحسن كما تحب أن يحسن إليك ، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك ، وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك . ولا تقل ما لا تعلم وإن قل ما تعلم ، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك . يا بني ، إياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهل الدنيا إليها وتكالبهم عليها ( 1 ) فقد نبأ الله عنها ونعت لك نفسها وتكشفت لك عن مساويها فإنما أهلها كلاب عاوية وسباع ضارية يهر بعضهم بعضا ويأكل عزيزها ذليلها ويقهر كبيرها صغيرها . واعلم أن من كانت مطيته الليل والنهار فإنه يسار به وإن كان واقفا ، ويقطع المسافة وإن كان مقيما وادعا ( 2 ) أكرم نفسك عن كل دنية وإن ساقتك إلى الرغائب ، فإنك لن تعتاض بما تبذل من نفسك عوضا . ولا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرا ، وما خير خير لا ينال إلا بشر ( 3 ) ويسر لا ينال إلا بعسر ! قارن أهل الخير تكن منهم ، وباين أهل الشر تبن عنهم . بئس الطعام الحرام ، وظلم الضعيف أفحش الظلم . إحمل نفسك من أخيك عند صرمه على الصلة ( 4 ) وعند صدوده
1 - إخلاد أهل الدنيا إليها : سكونهم إليها . التكالب : التواثب . 2 - وادعا : ساكنا مستريحا . 3 - يريد أي خير في شئ سماه الناس خيرا وهو مما لا يناله الإنسان إلا بالشر ، فإن كان طريقه شرا فكيف يكون هو خيرا ؟ 4 - الصرم : القطيعة ، أي : ألزم نفسك بصلة أخيك الإنسان إذا قطعك .
138
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 138