نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 127
ثم جعل ، سبحانه ، من حقوقه حقوقا افترضها لبعض الناس على بعض ، فجعلها تتكافأ في وجوهها ، ويوجب بعضها بعضا ، ولا يستوجب بعضها إلا ببعض ( 1 ) وأعظم ما افترض سبحانه من تلك الحقوق حق الوالي على الرعية وحق الرعية على الوالي ، فليست تصلح الرعية إلا بصلاح الولاة ولا يصلح الولاة إلا باستقامة الرعية . فإذا أديت الرعية إلى الوالي حقه وأدى الوالي إليها حقها عز الحق بينهم ، واعتدلت معالم العدل ، فصلح بذلك الزمان وطمع في بقاء الدولة ويئست مطامع الأعداء . وإذا غلبت الرعية واليها ، أو أجحف الوالي برعيته ، اختلفت هنالك الكلمة وظهرت معالم الجور فعمل بالهوى وعطلت الأحكام وكثرت علل النفوس فلا يستوحش لعظيم حق عطل ولا لعظيم باطل فعل ! فهنالك تذل الأبرار وتعز الأشرار . وليس امرؤ وإن عظمت في الحق منزلته بفوق أن يعان على ما حمله الله من حقه ، ولا امرؤ وإن صغرته النفوس واقتحمته العيون بدون أن يعين على ذلك أو يعان عليه
1 - أي : لا يستحق أحد شيئا إلا بأدائه مكافأة ما يستحقه . 2 - أي : إذا عطل الحق لا تأخذ النفوس وحشة أو استغراب لتعودها على تعطيل الحقوق وأفعال الباطل . 3 - بفوق أن يعان : بأعلى من أن يحتاج إلى الإعانة ، أي : بغنى عن المساعدة . 4 - اقتحمته : احتقرته .
127
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 127