نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 103
أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم . فبين له الإمام من أمره معهم ما علم به أنه على الحق ، ثم قال له : بايع ! فقال الرجل : إني رسول قوم ولا أحدث حدثا حتى أرجع إليهم . فقال الإمام هذا القول الرائع : أرأيت لو أن الذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث فرجعت إليهم وأخبرتهم عن الكلإ والماء فخالفوا إلى المعاطش والمجادب ( 2 ) ما كنت صانعا ؟ قال الرجل : كنت تاركهم ومخالفهم إلى الكلإ والماء فقال الإمام : فامدد إذا يدك ! فقال الرجل : فوالله ما استطعت أن أمتنع عند قيام الحجة علي ، فبايعته عليه السلام ! وقيل للإمام ذات مرة : بأي شئ غلبت الأقران ؟ فأجاب : ما لقيت رجلا إلا أعانني على نفسه ! أراد أن يغالط من كلامه الزاخر بالمنطق في طلحة وموقفه من قضية عثمان ، قبل مقتله وبعده : قد كنت وما أهدد بالحرب ولا أرهب بالضرب . والله ما استعجل
1 - مساقط الغيث : المواضع التي يسقط فيها المطر فتخضر وتزدهر . 2 - المعاطش ، جمع معطش ، وهو : مكان العطش ، أي الذي لا ماء فيه . والمجادب ، جمع مجدب ، وهو مكان الجدب ، أي القحط والمحل .
103
نام کتاب : روائع نهج البلاغة نویسنده : جورج جرداق جلد : 1 صفحه : 103