أي لأن الأنبياء من أولي العزم كانوا أفضل من يوشع . غير أننا نقول : إننا لا نوافقه على قوله : قد يوجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل ، إلا إذا أراد : أن هناك مصالح ومقتضيات لحدوث الكرامة قد توجد في المفضول ، فيجريها الله على يده ، ولا توجد في الفاضل . فلا يحتاج إلى تلك المعجزة أو الكرامة . فتكون فائدة ردها لعلي « عليه السلام » هي : تأكيد فضله ، وتعريف الناس بمقامه عند الله ، وتسهيل خضوعهم لإمامته « عليه السلام » ، وفضح أولئك الذين اختاروا طريق العناد والجحود . . فتقوم الحجة بذلك عليهم ، وعلى المخدوعين بهم . . هذا بالإضافة إلى أن ردها له « عليه السلام » يوجب قطع الطريق على أعدائه من أهل النفاق ، لكي لا يشيعوا عنه أنه ترك الصلاة الواجبة ، فلا يقدرون على تشكيك الناس في صحة أن يكون قد صلى إيماءً ، أو في قبول الصلاة إيماءً ، أو عدم قبولها منه ، وما إلى ذلك . . رابعاً : إن الصحابة الذين فاتتهم الصلاة في بني قريظة ما كانوا يستحقون الكرامة الإلهية لكي ترد الشمس لهم ، لأنهم لم يكونوا في طاعة الله ، وطاعة رسوله « صلى الله عليه وآله » كما كان علي « عليه السلام » حسبما صرحت به الرواية ، بل تركوها تهاوناً بها ، واستخفافاً بأمر رسول الله « صلى الله عليه وآله » حسبما أوضحناه في كتاب الصحيح من سيرة النبي « صلى الله عليه وآله » . .