فهل يتوقع هذا المعترض أن تلقي هذه المرأة ببنات ضرتها بعد موت أبيهما وأمهما في الصحراء ؟ ! أو أن تطردهن من بيتها ليقتلهن البرد أو الحر ، أو الجوع ؟ ! . أو ليعتدي عليهن سباع البشر ، أو لتفتك بهن سباع الفلوات ؟ ! . . ما الذي يمنع خديجة ، وهي المرأة الكاملة في عقلها ، والمتمسكة بالقيم والمبادئ الانسانية ، والتي يفيض قلبها بالحنان والرحمة - ما الذي يمنعها من كفالة أيتام لا يجدون كافلاً ، ولا سيما إذا كانوا في معرض الخطر الأكيد والشديد ، لأجل صفة الأنوثة فيهن ؟ ! كفالة أبو العاص للطفلتين : بالنسبة لكفالة أبي العاص وأبيه - وهما من الأثرياء - لهاتين الطفلتين نقول : ألف : لعل إثراء هذين الرجلين قد حصل في وقت متأخر ، وبعد أن تحققت كفالة النبي « صلى الله عليه وآله » وخديجة للبنات ، وربما بعد انتهاء حاجة البنات للكفالة أصلاً . . ب : لعل هذين الرجلين كانا يضنان بأموالهما - لو كان لهما آنئذ أموال - عن كل أحد ، حتى عن أقربائهما ، ولو كانوا الآباء والإخوان ، فضلاً عن سائر أفراد القبيلة . . ج : إن كفالة الأيتام لم تكن قانوناً مفروضاً على القريب الغني ، بل هي مبادرة طوعية ، ورغبة ، وشعور إنساني ، قد يبادر إليه هذا ، باختياره ، ويتجنبه ذاك باختياره ، وقد لا يبادر إليه أحد بسبب الغفلة ، أو لأسباب شخصية أخرى ، ربما تفرضها طبيعة العلاقات بين الأقارب ، التي قد تتأثر