اضفاء طابع التسنن والتشيع على أمثال هذه المسائل عمل غير سديد ولا رشيد . بل هو يشي بأحد أمور مثل : 1 - إحساس من يفعل ذلك بالفشل الذريع ، وبالعجز عن الوصول في بحثه إلى النتائج التي كان يتوخاها ، فهو يحاول التستر على هذا الفشل بإثارة الغرائز والعصبيات العمياء ، عناداً منه للحق ، واستكباراً عن الاعتراف به ، وسعياً لتعمية الطريق إليه ، ولو بقيمة التدليس على القارئ ، أو الإيهام بما هو خلاف الواقع . . ونحن لولا مبادرته للدخول في هذا المنحى لم نكن نريد أن نظن به هذا ، بل كنا ولا نزال نسأل الله العصمة لنا وله . 2 - سوء النية المتمثل بالسعي المتعمد لخداع الناس ، وإثارة الفتن والأحقاد ، وزرع بذور الشقاق فيما بينهم . . 3 - الجهل الذريع بطبيعة المسائل ، وتصنيفاتها ، واختلاط الأمور عليه ، فوقع في الخطأ الذريع ، والأمر الشنيع في هذا الأمر البديهي البطلان ، ولعل هذا هو أهون ما يمكن ان يحمل عليه ، وأن ينسب إليه . ب : الإجماع الفقهي لا يفيد : وقد تحدث عن إجماع قائم لدى أهل السنة على هذه المسألة ، ونقول : أولاً : لا نريد أن نظن ولا أن نحتمل أن خصوصية التسنن الفقهي وحتى الاعتقادي لها أي دور أو تأثير في تكوين هذا الإجماع ، ما دام أن المسألة تاريخية وأنسابية ، وليس لكثرة القائلين بها وقلتهم دور في الكشف عن قول المعصوم وفعله وتقريره . بل هي تابعة لصحة النقل ، وسلامته من