نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 88
أقول : ويستفاد من هذا الحديث أنَّ جنَّة آدم لأنْ كانت من جنّات الدنيا لم تكن من التِّي يطلق عليها اسم الجنَّة مجازاً كما اعتقد بذلك بعض المفسِّرين بل كانت هي الجنَّة حقيقةً حيث كانت ذات وعاء أوسع من الدنيا لأنَّه قد اجتمعت جميع تلك الثمار في شجرة واحدة من أشجارها وهذا شأن عالم الوحدة . ولا بأس ههنا أن ننقل كلمة حول الآخرة لإمامنا قدِّس سرُّه ذكرها في كتابه القيِّم شرح دعاء السحر تحت عنوان ( ليس في الآخرة تزاحم بين الكثرات ) قال : ( سمعت من أحد المشايخ من أرباب المعرفة رضوان الله عليه يقول : أنَّ في الجنَّة شربةً من الماء فيها جميع اللذات من المسموعات بفنونها من أنواع الموسيقى والألحان المختلفة ، ومن المبصرات بأجمعها من أقسام لذات الأوجه الحسان وسائرها من الأشكال والألوان ، ومن سائر الحواس على ذلك القياس حتّى الوقاعات وسائر الشهوات كلٌّ يمتاز عن الآخر . وسمعت من أحد أهل النظر رحمه الله تعالى يقول : أنَّ مقتضى تجسُّم الملكات وبروزها في النشأة الآخرة أنَّ بعضَ الناس يُحشر على صُوَرٍ مختلفة ، فيكون خنزيراً وفأرة وكلباً إلى غير ذلك في آنٍ واحد . ومعلوم أنَّ ذلك لسعة الوعاء وقربها من
88
نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 88