نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 62
ونفس الحديث بتفصيل آخر وأمثلة أخرى نقله صاحب كتاب دعائم الإسلام فراجع [1] ولا يخفى على القارئ الكريم أنّنا لا نريد القول ببطلان الاستنتاج العقلي بنحو مطلق حتّى ما اعتمد عليه علماء الأصول من الحسن والقبح العقليَين فإنَّ ذلك بابٌ آخر لا مجالَ للحديث عنه هنا فراجع مظانّه . منها : أنَّ الله سبحانه يمكنه أن يخلق الأشياء لا من شيء أصلاً فالطين والنار ليس لهما دور في مستوى المخلوق منهما ولا علاقة كبيرة بين المخلوق والمخلوق منه ، نعم هناك آثار خاصَّة لخصوص جسم كلٍّ منهما ، ومن هنا نشاهد سرعة انتقال الجنّ ودخولهم وخروجهم وحركتهم بحيث لا يمكن رؤيتهم بسهولة ، حتى أنَّه تعالى في معجزة العصى شبَّه سرعة العصى واهتزازها بالجان : ( وألق عصاك فلما رآها تهتز كأنها جان . . ) [2] لو قلنا أنَّ الآية تعني الجن . كلُّ ذلك لأنَّ الجن قد خُلق من النار والنار سريع الانتقال دون الإنسان الذي خُلق من الطين ، ولكن ليست هذه فضيلة في الجنّ ما دام أنَّه لا يملك ما يملكه الإنس ، ومن هنا نشاهد أنَّ الإنسان لو أراد أن يستغلَّ روحانيته ونورانيته استغلالاً صحيحاً لتمكَّن من الوصول إلى مستويات من الرقي والعلوّ
[1] بحار الأنوار ج 10 ص 221 رواية 22 باب 13 [2] النمل 10
62
نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 62