نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 160
( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً ) [1] فالغاية العمليَّة من بعث الرسول هي أن يظهر الله دينه على الدين كلِّه ، وهذا لا يمكن إلاّ مع تمكين الدين على كلِّ البسيطة حتَّى لا تكون فتنة ويكون الدين كلُّه لله . على ضوء ذلك يمكننا فهم روح جميع التكاليف والعبادات الشرعية من الواجبات والمحرمات والمستحبات والمكروهات وسائر الأحكام كالحلية والطهارة والولاية وغيرها . فالعبادة التي لا تنطلق من هذه الغاية لا قيمة لها أصلا لأنها حينئذ تكون حركات وأقوال عشوائية غير هادفة كأفعال النائم اللاشعورية التي لا تدل على شيء مهما كانت منتظمة في الشكل ومنطقية في الظاهر ، ذلك لأنه لا غاية منشودة وراء تلك الأفعال ، وحيث لا علة غائبة فلا يكون الفعل فعلا أصلا كما مر . . . تأمل تذعن ! ومن هنا نعرف السرّ في ما سنتحدَّث عنه في خاتمة الحديث بالتفصيل ( أنَّ أفضل العبادة هو انتظار الفرج ) فهذه الغاية هي الوعد الحسن الذي جاء في قوله تعالى