نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 150
( ونظرت إلى عينك الخمول ) والعين الخمولة هي التي نوصفها بالغض فهي لا تتصف بالغمض ولا بالفتح وهذه الحالة للعين تُبرِز جمال المحبوب وتضفي من جماله وإنَّما يقصد الإمام من ذلك الجذبات الإلهيَّة وأسرارها التِّي تصل إلى العاشق وتُفهمُه أنَّ معشوقه ومحبوبه مع علمه الكامل بحاله ومعرفته بعبده ، مع ذلك فهو يستر على ذنوبه ويتغاضى عن زلاّته . ( غافل از خود شدم وكوس أنا الحق بزدم همجو منصور خريدار سر دار شدم ) ثمَّ يقول الإمام قدِّس سرُّه : ( إنِّي قد غفلت عن نفسي ) وهذه مرتبة راقية جدّاً لا يصل إليها إلاّ الأوحدي والمقصود من كلامه هو أنَّني قد انفصلت عن كلِّ شئٍ يرجع إلى شخصيتي الموهومة وتباعدت عن كلِّ أمر يمسُّ أنا والأنانيَّةُ رأس كلِّ خطيئة حيث أنَّها تبعدُ الإنسان عن الله وتغمسُه في متاهات الدنيا وآثارها الدنيَّة وزخرفها وزبرجها ، فبمقدار ابتعاد الإنسان عن الجانب السفليِّ من نفسه سوف يتقرَّب إلى الجانب العلويِّ منه وهذا يعني تقرُّبه إلى الحقّ المطلق وهو الله سبحانه وتعالى ، فحينئذٍ برى نفسَه مظهر تامّ من مظاهر الحق وآية من
150
نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 150