نام کتاب : دولة المهدي ( عج ) المنتظر نویسنده : إبراهيم الأنصاري جلد : 1 صفحه : 136
( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) [1] فكيف يمكن أن يبقى الإنسان وتبقى الجنَّة والنار ؟ وليس ذلك إلاّ لأنَّ الآخرة إنَّما هو وجه الربِّ سواء كان ذلك جلال الرب وغضبه أو جماله ورحمته وإكرامه ومن هنا ذكرت الصفتان ( ذو الجلال والإكرام ) فالنار والجنَّة منطلقهما هو الصفتان أعني الجلال والإكرام ، فجلاله تعالى ظهر في النار كما أنَّ إكرامه ظهر في الجنَّة حيث أنَّها ليست هي إلاّ دار كرامته تعالى وجميع نعمها أيضاً تنطلق من تلك الصفة العظيمة ، لا كنعم الدنيا فليست النعم تلك إلاّ ظهوراً لرحمانيته تعالى ومن هنا نلاحظ البونٌ البعيد بين فواكه الدنيا وفواكه الآخرة حيث قال تعالى : ( أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم على سرر متقابلين ) [2] فالرزق المعلوم المختصّ للمخلصين من العباد ليس هو الفاكهة بما هي فاكهة حيث لا قيمة لها ما دام قد سخَّرها الله ومنحها للخلق أجمعين في الدنيا الدنيَّة فتأكلها الحيوانات بل حتَّى الكفّار والمشركين ، بل الأهميَّة