نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 491
وجوههم أبيض من الثلج ، وأضوأ من الشمس الضاحية . يسأل السائل : ما هؤلاء ؟ فيقال : هؤلاء الذين تحابّوا في جلال الله » [1] . ومن الملاحظ في هذه العلاقة الخاصة أن أهل البيت ( عليهم السلام ) افترضوا فيها الاختلاف في مستوى العلاقة بحيث يمكن أن تنقسم إلى الصحبة العامة والصحبة الخاصة ، ويقوم الاختلاف في مستوى العلاقة على أساس درجة الالتزام العقائدي والمبدئي ، وعمق ورسوخ القيم والمثل الدينية سلوكياً وعملياً . وهنا يصبح للإيمان والاعتقاد بولايتهم ، والانتساب إلى الجماعة الصالحة دور مهم في ترسيخ هذه العلاقة ، وترتب الحقوق والواجبات عليها . ويبدو ذلك واضحاً من خلال الأحاديث السابقة . إخوان المكاشرة وإخوان الثقة : كما أن أهل البيت ( عليهم السلام ) في بعد آخر للاختلاف في مستوى العلاقة الاجتماعية يميزون بين صنفين من الناس هما صنف إخوان ( المكاشرة ) ، وصنف إخوان ( الثقة ) . حيث لا بد للإنسان أن يكتفي بالشروط العامة التي أشرنا إلى بعضها سابقاً مع الصنف الأول منهم ، وهم أولئك الناس الذين يلتقي بهم في الحركة الاجتماعية العامة ، فيصحبهم ، ويقترن وجوده بوجودهم ، ويصبحوا أخلاء له من خلال حسن المعاشرة والتودد والمعاملة بالحسنى ، التي يعبر عنها أهل البيت ( عليهم السلام ) بالمكاشرة ، وهي التعامل بحسن الظاهر . وأما الصنف الثاني من الناس ، وهم إخوان الثقة فهم أولئك الناس الذين لا بد له أن يختارهم بدقة من خلال التجربة والمعرفة بصدقهم وأمانتهم وحسن أخلاقهم ، فيصح له أن يركن إليهم ، ويثق بهم حيث يكونون معه في السراء والضراء ، ويعتمد عليهم في شؤونه الخاصة ويكونون موضع سره وأمانته .
[1] وسائل الشيعة 8 : 542 ، أبواب أحكام العشرة ، ب 122 ، ح 3 .
491
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 491