ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا ، وفيما بيننا وبين خلطائنا من الناس ؟ قال : فقال : تؤدون الأمانة إليهم ، وتقيمون الشهادة لهم وعليهم ، وتعودون مرضاهم ، وتشهدون جنائزهم » [1] .
كما أن أهل البيت ( عليهم السلام ) لا يكادون يشترطون في إيجاد هذا المستوى من العلاقة إلاّ بعض الشروط العامة مثل اجتناب مواضع التهمة ، وصحبة أهل البدع والمتجاهرين بالفسق والفجور ، أو بعض المحترفين للمهن المحرمة ، كما سوف يأتي شرح موارده في القسم الثاني .
فقد ورد عن الفجيع العقيلي - في وصية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لولده الحسن ( عليه السلام ) - أنه قال فيها : « وإياك ومواطن التهمة ، والمجلس المظنون به السوء ، فإن قرين السوء يغرّ جليسه » [2] .
وعن عمر بن يزيد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : « لا تصحبوا أهل البدع ، ولا تجالسوهم فتكونوا عند الناس كواحد منهم ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : المرء على دين خليله وقرينه » [3] .
وعن حماد بن عمرو ، وأنس بن محمد ، عن أبيه جميعاً عن جعفر بن محمد عن آبائه ( عليهم السلام ) ، في وصية النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي ( عليه السلام ) قال : « يا علي ، من لم تنتفع بدينه ولا دنياه فلا خير لك في مجالسته . . . » [4] .
ولا يبعد أن يكون النهي في بعض هذه الموارد عن ( الصحبة ) لا مجرد العلاقة ، ولكن على فرض أنه نهي عام ، فهو إما بسبب الخوف من تطور العلاقة الاجتماعية إلى علاقة الصحبة ، ولو بالحد الأدنى لها ، أو أن النهي إنما هو عن

[1] وسائل الشيعة 8 : 398 ، أبواب أحكام العشرة ، ب 1 ، ح 1 .
[2] المصدر السابق : 422 ، أبواب أحكام العشرة ، ب 19 ، ح 4 .
[3] المصدر السابق : 430 ، أبواب أحكام العشرة ، ب 27 ، ح 1 .
[4] المصدر السابق : 431 ، أبواب أحكام العشرة ، ب 28 ، ح 1 .

488