الخاص الأصيل الذي يختص به أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في فهم التفاصيل الاسلامية بشكل متميز عن بقية أئمة المذاهب الاسلامية الأُخرى . وانما نريد أن نتناول النقاط الخاصة بموضوع الجماعة الصالحة ، حيث أن أهل البيت ( عليهم السلام ) قد واجهوا في هذا الموضوع ( النظام الاقتصادي للجماعة الصالحة ) مشكلتين رئيستين ، كانتا بحاجة إلى معالجة تقوم على أساس النظرية الاسلامية العامة :
الأولى : مشكلة التوفيق بين النظام الاقتصادي العام ، الذي كانت تلتزم به الدولة الاسلامية ، وما يترتب عليه من تكاليف مالية ، وبين الفهم الخاص الحقيقي لأهل البيت ( عليهم السلام ) للنظام الاقتصادي الاسلامي ومترتباته المالية ، التي قد تضيف أعباء وتكاليف مالية على أبناء الجماعة الصالحة زائداً على تكليف بقية المسلمين فيما إذا أراد أبناء الجماعة الصالحة أن يجمعوا بين الواجبات والالتزامات الخاصة لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، والعامة للدولة الاسلامية .
الثانية : تأمين الموارد المالية التي يمكن من خلالها تغطية نفقات بناء الجماعة الصالحة وإدارة شؤونها ، مضافاً إلى إيجاد الاستقلال الاقتصادي النسبي ، فإن تحقيق ذلك في الظروف الخاصة التي يعيشها أهل البيت وأتباعهم يمثّل مشكلة حقيقية .
ونريد هنا أن نشير إلى خصوص المواقف والاجراءات التي اتخذها أهل البيت في المجال الاقتصادي لمعالجة هاتين المشكلتين ، مع الإشارة إلى بعض الخصائص التي تميّز بها مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) في هذا المجال ، على مستوى الفهم التشريعي للاسلام ، أو على مستوى الاجراءات التي اتخذوها في المجال المالي ، وعلى مستوى الاهتمامات الاقتصادية ، وذلك مثل : موضوع « الخمس » أو الإلزام بالتكافل الاجتماعي ، أو في تشخيص مصاديق مصرف الزكاة ، أو الاهتمام بالوقف ، أو الاهتمام بخطّي التجارة والزراعة في النشاط الاقتصادي

375