المركزية في الموقف السياسي الثالث : التأكيد على أتباعهم في عدم الاستجابة للنداءات التي يطلقها هنا وهناك دعاة أو أدعياء الإصلاح أو التغيير للأوضاع السياسية والاجتماعية إلاّ بعد أن يأخذوا عن أهل البيت الموقف تجاه ذلك بشكل مباشر ومركزي ، أو يقوم بالاصلاح ( القائم ) الموعود من أئمة أهل البيت أنفسهم ( عليهم السلام ) بشكل خاص .
حيث كان الكثير من هؤلاء الدعاة من الأدعياء الذين يريدون الوصول إلى السلطة ، أو تحقيق أغراض شخصية أو باطلة ، كما هو الحال في دعاة العباسيين للثورة على الأمويين ، أو بعض الحسنيين ، مثل : محمد المعروف بذي النفس الزكية ، وأخيه إبراهيم ابني عبد الله المحض بن الحسن المثنّى بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) [1] .
كما أن بعض دعاة الاصلاح وان كان مخلصاً في حركته ولكنه ، قد لا يكون قادراً على تشخيص الموقف السياسي الصحيح ، لعدم أحاطته بجميع الظروف والملابسات ، أو يكون منطلقاً من قضايا صحيحة ولكنها محدودة بأصحابها .
فقد روى الكليني في الكافي عن المعلّى بن خنيس قال : « ذهبت بكتاب عبد

[1] يمكن أن نقول : أن دعوة محمد بن عبد الله وأخيه إبراهيم مرت بمرحلتين : الأولى : كانت تتسم بما ذكرناه في المتن ، وكان موقف الأئمة عليهم السلام تجاهها هو النهي عن المشاركة والنقد لهم . الثانية : هي مرحلة الانتفاضة على الظلم والجور الذي مارسه العباسيون في حق أهلهم وذويهم عند مطاردتهم لهم ، والتي أدت بعد ذلك إلى المواجهة بينهم وبين العباسيين ، واستشهادهم ، وقد تظلم أئمة أهل البيت عليهم السلام لهم في هذه المرحلة .

358