عن معاوية بن وهب قال : « قلت له [ الإمام الصادق ( عليه السلام ) ] : كيف ينبغي لنا أن نصنع فيما بيننا وبين قومنا وبين خلطائنا من الناس ممّن ليسوا على أمرنا ؟ فقال : تنظرون إلى أئمتكم الذين تقتدون بهم ، فتصنعون ما يصنعون ، فوالله إنهم ليعودون مرضاهم ، ويشهدون جنائزهم ، ويقيمون الشهادة لهم وعليهم ، ويؤدّون الأمانة إليهم » [1] .
وعن كثير بن علقمة قال : « قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : أوصني ، فقال : أُوصيك بتقوى الله ، والورع والعبادة ، وطول السجود ، وأداء الأمانة ، وصدق الحديث ، وحسن الجوار ، فبهذا جاءنا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) صلوا في عشائركم ، وعودوا مرضاكم ، واشهدوا جنائزكم ، وكونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً ، حبّبونا إلى الناس ، ولا تبغّضونا إليهم ، فجرّوا إلينا كل مودة ، وادفعوا عنا كل شرّ . . . » [2] .
ج - الاهتمام من قبل أفراد الجماعة الصالحة بتجسيد القدوة في المجتمعات الاسلامية بحيث يكون مركز الثقة والاعتماد ، ومحل وضع الأمانة والرجوع إليهم في حلّ المشكلات وفصل الخصومات . والاهتمام بالوفاء بالعهود والالتزامات .
فقد ورد في حديث معتبر عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال : « . . . والله لحدّثني أبي ( عليه السلام ) أن الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي ( عليه السلام ) ، فيكون زينها أدّاهم للأمانة ، وأقضاهم للحقوق ، وأصدقهم للحديث ، إليه وصاياهم وودائعهم ، تسأل العشيرة عنه فتقول : من مثل فلان ، إنه أدّانا للأمانة وأصدقنا للحديث » [3] .

[1] وسائل الشيعة 8 : 399 ، ح 3 .
[2] المصدر السابق 400 ، ح 8 .
[3] المصدر : 399 ، ح 2 . وسوف يأتي مزيد من التوضيح والتفصيل لهذا الموضوع في الباب السادس : نظام العلاقات .

352