التعايش مع المسلمين الأول : سياسة بناء العلاقات القوية والصحيحة مع جماعة المسلمين والمجتمع الاسلامي التي تمثل القاعدة العامة التي يتحرّك فيها أتباع أهل البيت من ناحية ، ولكنها في الوقت نفسه تمثل قوة ضاغطة ومؤثرة ذات حدّين من ناحية ثانية ، حيث أن الجماعة العامة للمسلمين يمكن أن تتحول من أداة ضغط على الجماعة الصالحة من خلال قيام السلطة بتأليبها ضد شيعة أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى أداة ضغط على السلطات الحاكمة لتكفّ عن مطاردة أهل البيت ( عليهم السلام ) وجماعتهم ، وعن ممارسة الظلم والجور ضد المسلمين ، وذلك من خلال توعية الجماعة وإيجاد العلاقات القوية معها . وهذا ما تمكن من تحقيقه أهل البيت ( عليهم السلام ) قطعاً . ونرى آثاره في المقاومة القوية الواسعة التي كان يقوم بها المسلمون ضد هؤلاء الحكام الجائرين ، مع أن الكثير من المسلمين لم يكن يتمذهب بمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) .
ولعلّ من أهم أبعاد « التقية » هو هذا الجانب أيضاً ، حيث أُريد للجماعة الصالحة من سياسة التقية تحقيق التعايش مع بقية المسلمين [1] .
وموضوع التعايش مع جماعة المسلمين له أبعاد أُخرى غير الجانب الأمني ، وهو تحقيق تماسك المجتمع الاسلامي ووحدته - كما أشرنا - ولكن في الوقت نفسه له هذا البعد السياسي الذي يتمثّل بتحقيق الحماية للجماعة سواء تجاه ردّ فعل جماعة المسلمين ضدّ الجماعة الصالحة أو ردّ فعل النظام الحاكم تجاهها .
وبهذا الصدد اتّخذ أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) مجموعة من الاجراءات :

[1] تناولنا هذا الموضوع بشيء من التفصيل في المواضيع السابقة ، وكذلك في كتابنا الوحدة الإسلامية من منظور الثقلين : 140 - 145 و 159 - 162 .

350