نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 331
يثير اهتمامها الجانب العقائدي للجماعة الصالحة ، لأن الأوساط العامة للأُمة بسبب فهمها الساذج للاسلام وتربيتها من قبل الحكام وعلماء السوء على التعصّب والحقد أصبحت لا يهمها الموقف السياسي بقدر الموقف المذهبي ، ولذلك أخذت ترفض بقسوة كل ما يخالف الآراء والالتزامات العقائدية التفصيلية الجاهزة التي تقدمها السلطة لها . حيث عملت السلطات الحاكمة من خلال أجهزتها على إبقاء الأُمة بعيدة عن إدراك الحقائق ومعرفتها ، سواء فيما يتعلّق بأعمال الطغاة وتصرّف الحاكمين ، أو فيما يتعلّق بالموقف السياسي للتيارات السياسية الأُخرى ، أو واقع الالتزام المذهبي ، بل عملوا على تأليبها وتحريضها على هذه التيارات بشتى الأساليب والوسائل . فبدلاً من تربية الأمة على ( البحث والمعرفة ) وترسيخ دعامة ( الحرية ) في الحوار العلمي والممارسة العملية له ضمن الإطار الاسلامي العام والمسلّمات العقيدية الضرورية ، كانت التربية للأُمة على ( التعصّب ) للرأي والمذهب وإطلاق التهم ب ( الكفر ) و ( الزندقة ) و ( الخروج عن الاسلام ) و ( شقّ عصا المسلمين ) لمجرّد الاختلاف بالرأي في التفاصيل أو المطالبة بالحق ، أو الوقوف في وجه الظالم والجائر ورفض ممارسات الظلم والاستئثار . وقد عبّر الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن هذا المنهج الذي اتبعه الطغاة في تربية الأُمة بقوله : « إن بني أُمية أطلقوا للناس أن يتعلموا الايمان ، ولم يطلقوا لهم أن يتعلّموا الشرك ، حتى إذا حملوهم عليه لم يعرفوا ذلك » [1] . ومن هنا نجد أن أئمة أهل البيت لم يكتفوا في موضوع أمن الجماعة الصالحة وحمايتها من العدوان بمجرد ( التقية ) بمعنى الطلب من أتباعهم عدم إظهار عقائدهم أو الإثارة بشعائرهم سلوكياً ، فإن ذلك وإن كان مهماً في تجنّب