responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 325


ومن الواضح أن هذا الاختيار من أهل البيت ( عليهم السلام ) لهذا المنهج « التقية والمداراة » لم يكن بسبب الاستجابة النفسية لهذه الضغوط ، كالخوف أو الجبن ، أو الاحساس بالهزيمة السياسية أو الروحية ، كما يشير إلى ذلك الإمام الهادي عليه السلام في زيارة الغدير ، عندما يفسر موقف الإمام علي عليه السلام في السكوت عن حقه . وإلاّ فإن أهل البيت وشيعتهم هم أهل التضحية والفداء والبذل والعطاء والصبر والصمود . وقد ربّى أهل البيت ( عليهم السلام ) شيعتهم على هذه الأخلاق - كما عرفنا - وتنبأوا لهم بالبلاء بالمحن [1] .
وإنما كان هذا الخيار انطلاقاً من رؤية موضوعية واضحة للحياة السياسية وللصراع الاجتماعي وأسبابه ، وتقييماً موضوعياً للمصالح والمفاسد العامة والأولويات الاسلامية التي تحكم المسيرة الاجتماعية ، وتقديم الأهم على المهم فيها . فكان خيار التقية يمثل الخط الفكري والسياسي الذي وضعه أهل البيت لحماية الجماعة الصالحة ، وفي خط تحقيق الأهداف الاسلامية الكبرى .
ويدلّ على هذا الفهم للتقية والتزام هذا الخيار :
أولاً : ما أشرنا إليه من تقويم أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) لمبدأ التقية من أنها هي الدين « ديني ودين آبائي » أو أنها هي الايمان « من لا تقية له لا إيمان له » وأنها نور للانسان في يوم القيامة ، وغير ذلك من المضامين التي تعطي هذا البعد والفهم لمنهج التقية .
ثانياً : إن التقية والحذر من الأخطار والأضرار حالة نفسية طبيعية تجرّ الانسان إليها بفطرته البشرية . ورغم ذلك نجد أهل البيت يحذّرون شيعتهم من



[1] عن علي ( عليه السلام ) أنه قال : « من أحبّنا أهل البيت فليستعدّ للفقر جلباباً » ( نهج البلاغة قصار الحكم : 112 ) ، وأنه قال : « لو أحبني جبل لتهافت » ( نهج البلاغة قصار الحكم : 111 ) ، ويؤكّد ذلك ما ورد عنهم من أن المحن والبلاء تزيد الانسان قربى من الله تعالى ، كما شرحناه سابقاً .

325

نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 325
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست