responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 320


ولم يقبل أهل البيت لشيعتهم وأتباعهم هذا الخيار لأسباب متعددة :
منها : أن الالتزام بهذا الخيار والعمل على أساسه ليس أمراً مقدوراً في جميع الأحوال ، بل يكون عسيراً في أغلب الأحوال ، ومن ثمَّ فسوف يواجه أتباعهم طريقاً مسدوداً لا يمكن الاستمرار فيه .
ومنها ان الالتزام بهذا الخيار قد يعرض الجماعة إلى الانحراف والضلالة على طول المدة والبعد عن مصادر الهدى والمعرفة ويفتح الطريق أمام الاجتهاد وبالرأي والبدعة كما حدث للمسيحية [1] .
ومنها : أن أهل البيت قد وضعوا لأتباعهم في العلاقات الاجتماعية سياسة الاختلاط والتعايش والانسجام مع بقية المسلمين وخصوصاً الأوساط العامة



[1] عن ابن عباس ، قال : كانت ملوك بعد عيسى بدّلوا التوراة والإنجيل ، وكان فيهم مؤمنون يقرؤون التوراة والإنجيل ، فقيل لملكهم : ما نجد شيئاً أشدّ علينا من شتم يشتمناه هؤلاء ، إنهم يقرؤون ( وَمَنْ لَم يَحْكم بِمَا أنزَل الله فأولئك هُم الكافرون ) هؤلاء الآيات مع ما يعيبونا به في قراءتهم ، فادعهم فليقرؤوا كما نقرأ وليؤمنوا كما آمنا به ، قال : فدعاهم فجمعهم وعرض عليهم القتل ، أو يتركوا قراة التوراة والإنجيل ، إلا ما بدّلوا منها ، فقالوا : ما تريدون إلى ذلك فدعونا ؛ قال : فقالت طائفة منهم : ابنو لنا أسطوانة ، ثم ارفعونا إليها ، ثم أعطونا شيئاً نرفع به طعامنا وشرابنا ، فلا نرد عليكم ، وقالت طائفة منهم : دعونا نسيح في الأرض ونهيم ونشرب كما تشرب الوحوش ، فإن قدرتم علينا بأرضكم فاقتلونا ، وقالت طائفة : ابنوا لنا دورا في الفيافي ، ونحفر الآبار ، ونحترث البقول ، فلا نردّ عليكم ، ولا نمرّ بكم ، وليس أحد من أولئك إلا وله حميم فيهم ؛ قال : ففعلوا ذلك ، فأنزل الله جل ثناؤه : ( ورهبانيةً ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاءَ رضوان الله فَما رعَوها حقَّ رعايتها ) الآخرون قالوا : نتعبد كما تعبد فلان ، ونسيح كما ساح فلان ، ونتخذ دورا كما اتخذ فلان ، وهم على شركهم ، لا علم لهم بايمان الذين اقتدوا بهم ؛ قال : فلما بعث النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم يبق منهم إلاّ قليل ، انحط رجل من صومعته ، وجاء سائح من سياحته ، وجاء صاحب الدار من داره ، وآمنوا به وصدّقوه ، فقال الله جلّ ثناؤه ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ) قال : أجرين لإيمانهم بعيسى ، وتصديقهم بالتوراة والإنجيل ، وإيمانهم بمحمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وتصديقهم به ؛ قال ( ويجعل لكم نوراً تمشونَ بهِ ) القرآن ، واتباعهم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؛ وقال : ( لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شيء من فضلِ اللهِ وان الفضل بيد الله يؤتيه مَن يشاء والله ذو الفضل العظيم ) تفسير الطبري 27 : 138 ، طبعة بيروت .

320

نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست