البيت ( عليهم السلام ) لانحراف أجهزة الحكم الاسلامي وطغيانها من ناحية ، وضرورة الوفاء بالتزاماتهم في الدفاع عن الكيان السياسي الاسلامي العام من ناحية أُخرى ، ومحافظتهم على وحدة الأُمة الإسلامية من ناحية ثالثة ، مع وفاء الجماعة الصالحة بالتزاماتها من ناحية رابعة .
وهذا الموقف السياسي والاجتماعي الدقيق والمعقد يحتاج - بطبيعة الحال - إلى نظام أمن خاص للجماعة به يحقق لها التكامل ، ويسهّل لها فاعليتها ونشاطها ، ويمنحها المرونة في الحركة والتكيّف .
الحد من عمليات التخريب :
العامل الثالث : حماية الجماعة الصالحة من عمليات التخريب والتسلّل في داخلها في محاولة للإضرار بها أو تشويه سمعتها ، أو تحقيق المكاسب والمنافع الذاتية أو الرخيصة من قبل بعض العناصر على حساب مصالح الجماعة العامة ، مستفيدين من ظروف المحاصرة التي كان يعيشها أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في الأدوار الأخيرة لهم ، أو محاصرة قادة الجماعة الصالحة وعلمائها الربّانيين في مختلف الأدوار .
ذلك أننا إذا درسنا مدلولات وأهداف نظام أمن الجماعة بدقة ، فسوف نرى أنها لا تنحصر في حماية الجماعة من القمع الخارجي ، أو تحقيق المرونة في الحركة والنشاط لها ، بل له أبعاد أخرى تشمل هذا الجانب أيضاً مضافاً إلى الجوانب الأُخرى التي أشرنا إليها في العامل الثاني كالوقوف أمام حركة الغلاة أو الانتهازيين ممن يدعي التشيع زوراً وبهتاناً لأغراض ومصالح خاصة . وسوف نتعرف على هذه الحقائق عند دراستنا للفصل الأول إن شاء الله .

312