فيه وفي حقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم بدون تمييز بينهم في الجنس أو اللون أو الدم أو العشيرة أو القرابة ، وأن الامتيازات إنما تحصل بين الناس من خلال العمل والنشاط والالتزام ، كما أشير إلى ذلك في النقاط السابقة : ( يا أيّها النّاسُ إنّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَر وَأنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا إنّ أكْرَمَكُمْ عِنْدَ الله أتْقاكُمْ إنّ الله عَليمٌ خَبير ) [1] .
إن هذه الأمور تكوّن أبعاد الإطار والرؤية التي تستند إليها نظرة أهل البيت ( عليهم السلام ) في عملية التغيير الاجتماعي ، وتمثل خطاً ثابتاً في سياستهم تجاه المجتمع الانساني وفي سعيهم لبناء الجماعة الصالحة والمقياس في تقدمها وتطورها الحقيقي .
أما التقدم العلمي في العلوم الطبيعية وكذلك التقدم المدني في وسائل وأساليب الحياة وتيسيرها ، فهو أمر مهم في نظر أهل البيت بالقدر الذي يساهم في تحقيق هذه الموازين أو يساهم في تأثيرها ، كما أنه أحياناً يكون مرهوناً بها ومديناً لها في وجوده وتطوره .

[1] الحجرات : 13 .

304