نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 295
البيت عن هذا المنصب الإلهي بسبب الظروف السياسية التي عاشها المسلمون بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) - أنّ الممارسة الواقعية لأهل البيت ( عليهم السلام ) كانت تؤكد هذا الدور للأمة تأكيداً واضحاً . حيث نجد أن مجيء الإمام علي ( عليه السلام ) للخلافة كان بانتخاب مباشر من عامة المسلمين الموجودين في المدينة المنورة ، مع أن خلافة أبي بكر - على أفضل تقدير - كانت بانتخاب المجتمعين في سقيفة بني ساعدة ، وخلافة عمر كانت بتعيين أبي بكر وسكوت بقية المسلمين ، وخلافة عثمان كانت بانتخاب أربعة من الستّة الذين عيّنهم عمر لانتخاب الخليفة دون أن يؤخذ رأي بقية المسلمين في ذلك [1] . وهكذا الحال في بقية الخلفاء في الدولة الأموية والعباسية التي حرمت فيها الأمة حرماناً واضحاً من دورها في الانتخاب المباشر ، أو حتى المشورة . وهذا كله على رغم الشعار الذي يرفعه أصحاب مدرسة ( الشورى ) في مقابل ( النص ) وكأن هذا الشعار رفع من الإطاحة بالنص دون أن يكون له حقيقة خارجية . وأيضاً نلاحظ أن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في مواقفهم السياسية العامة كانوا يأخذون رأي الأمة وموقفها بنظر الاعتبار ، ومن أمثلة ذلك موقف الإمام علي ( عليه السلام ) من قضية التحكيم بعد حرب صفين بالرغم من عدم ايمانه بصحة هذا الموقف أساساً ، ولكنه استند فيه إلى الموقف العام لافراد جيشه ، كما يشير إلى
[1] لا نريد هنا أن نتناول موضوع صحة هذه الانتخابات من عدمها ولكن نريد أن نشير إلى أن الإمام علياً لم يقبل بالخلافة إلا بعد هذا الاجماع المباشر من الأمة الذي يصفه في الخطبة الشقشقية بقوله : « فما راعني إلا والناس إليّ ينثالون عليّ من كل جانب ، حتى لقد وُطئ الحسنان ، وشقّ عطفاي ، مجتمعين حولي كربيضة الغنم ، فلما نهضت بالأمر نكثت طائفة ، ومرقت أُخرى ، وقسط آخرون . . . » . نهج البلاغة ، الخطبة : 3 .
295
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 295