للحديث » [1] .
وعن حبيب الخثعمي قال : « سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول : عليكم بالورع والاجتهاد ، واشهدوا الجنائز وعودوا المرضى ، واحضروا مع قومكم مساجدكم ، وأحبوا للناس ما تحبّون لأنفسكم . أما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه ولا يعرف حق جاره ؟ » [2] .
وبهذا نعرف أن سياسة الوحدة الاسلامية تمثل مبدأ رئيساً ثابتاً في العقيدة السياسية لدى أبناء الجماعة الصالحة .
دور الأمة في التغيير والسياسة :
الخامس : تأكيد دور الأمة في عملية التغيير والأوضاع السياسية ؛ سواء على مستوى الفعل والمساهمة في ايجاد عملية التغيير العام ، أو في ممارسة دور النظارة والرقابة على سير هذه العملية وتحقق آثارها ونتائجها ، وذلك انطلاقاً من رؤية أهل البيت ( عليهم السلام ) الثابتة للأمة ودورها في الحياة السياسية ، وتتلخص هذه الرؤية في أن الأمة هي أداة عملية التغيير ، فلا بد من تعبئتها وتغييرها نفسياً وروحياً لتكون قادرة على ذلك . كما أن الأمة في الوقت نفسه هي موضوع عملية التغيير وهدفها ، وأن هدايتها إلى الله تعالى والصراط المستقيم المؤدي إلى الكمالات الإلهية هو الهدف المقصود من هذه العملية .
ويمكن أن نفهم هذه الرؤية بوضوح إذا لاحظنا النقاط التالية :
أ - بالرغم من أن نظرية أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في إمامة المسلمين تقوم على أساس أن الإمامة منصب إلهي ، حيث يتم تعيين الإمام بالنص عليه من قبل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو الإمام الذي قبله ، ولكن نجد في الوقت ذاته - انه بعد إبعاد أهل

[1] الكافي 2 : 636 ، ح 5 .
[2] الكافي 2 : 635 ، ح 3 .

294