الغلوّ أو بعض حركات نصب العداء لأهل البيت ( عليهم السلام ) ، أو بعض الحركات الباطنية المشبوهة ، أو بعض علماء السوء الذين كانوا يكيدون للاسلام من خلال ارتباطهم بهذا الاتجاه السياسي أو ذلك أو تسلّلهم في بعض مواقع السلطة والحكم .
وهذا الاتجاه - بالرغم من الاضرار البالغة والتخريب الواسع الذي ألحقه بالحكم الاسلامي والأمة الاسلامية - لم يكن اتجاهاً ذا قيمة حقيقية في حركته ووجوده ، لو لم تقدم له مواقع السلطة والصراعات النفعية والأوضاع السياسية السيئة خدمة كبيرة للتغلغل والتأثير . لأن هذا الاتجاه كان يعيش على هامش حركة الاتجاهات الأخرى ، ويستفيد من ضعفها وأخطائها ، خصوصاً في عصر الأمويين .
ولذلك نجد أن هذا الاتجاه لم يتمكّن من الصمود ضمن مفرداته ومصاديقه ، بل بقي يتخذ أشكالاً مختلفة ومتلونة حسب الظروف والتطورات السياسية والفكرية .
الاتجاه الإصلاحي :
الرابع : الاتجاه الاصلاحي الذي كان يتحرك على أساس رد الفعل ضد مظاهر الفساد والانحراف التي كان يشهدها العالم الاسلامي والخلافة الاسلامية والسلطات الحاكمة ، فيحاول مقاومة هذا الانحراف ، أو إصلاح هذا الفساد ، أو الاعلان عن إدانته إما بالدعوة إلى الله تعالى والاسلام من خلال أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة ، وإما من خلال التضحية والفداء والنهضة . وقد كان هذا الاتجاه هو أقرب الاتجاهات لحركة أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . وقد ينطلق من بعض الاجتهادات الخاطئة أحيانا .

282