وعن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « من عذر ظالماً بظلمه سلّط الله عليه من يظلمه ، فإن دعا لم يستجب له ، ولم يأجره الله على ظلامته » [1] .
وعنه ( عليه السلام ) قال : « إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشباه الظلمة ، حتى من برى لهم قلماً ، ولاق لهم دواة ؟ قال : فيجتمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في جهنّم » [2] .
وعلى مستوى العلاقة مع النواصب وأعداء أهل البيت عن اصرار أو أجهل ، فقد أمر أهل البيت ( عليهم السلام ) بالبراءة منهم في القلب ومجاملتهم في العلاقة اتقاء لشرهم وتخلصاً من أذاهم وعدوانهم .
ويمكن أن يعرف ذلك من الروايات التي وردت في موضوع ( التقية ) ، كما سوف نشير إليه في البحث الآتي ( نظام أمن الجماعة ) ونشير هنا إلى روايتين :
الأولى : ما رواه البرقي في المحاسن بسند صحيح عن ابن مسكان قال : « قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إني لأحسبك إذا شتم عليُّ بين يديك لو تستطيع أن تأكل أنف شاتمه لفعلت . قلت : أي والله جعلت فداك اني لهكذا وأهل بيتي ، فقال لي : فلا تفعل ، فوالله لربما سمعت من يشتم علياً وما بيني وبينه إلاّ أسطوانة فاستتر بها فإذا فرغت من صلاتي فأمر به فأسلم عليه وأُصافحه » [3] .
الثانية : عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : « اتقوا على دينكم ، واحجبوه بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له ، إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير ، ولو أن الطير يعلم ما في أجواف النحل ما بقي فيها شيء إلاّ أكلته ، ولو أن الناس علموا ما في أجوافكم

[1] المصدر السابق : 345 ، ح 2 . ط : دار احياء التراث .
[2] وسائل الشيعة 6 : 131 ح 16 . ط : احياء التراث .
[3] المحاسن 1 : 405 ح 917 ، ط . المجمع العالمي لأهل البيت ( عليهم السلام ) .

270