نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 198
وَلَيُبَدّلَنّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً يَعْبُدونَنِي لا يُشْرِكُونَ بي شَيْئاً ) ( 1 ) . والذي يعنينا في هذا المقطع من الحديث هو الإشارة إلى الجانب المعنوي والروحي فيها ، بالقدر الذي يساهم في فهم منهج الأئمة ( عليهم السلام ) في بناء الجانب المعنوي للجماعة الصالحة من خلال قضية الإمام المهدي ( عليه السلام ) . فإن قضية الإمام المهدي ( عليه السلام ) من وجهة نظر أتباع أهل البيت وشيعتهم تمثّل تجسيداً حيّاً للحقيقة التأريخية السالفة الذكر ، ليس على مستوى المستقبل غير المنظور فحسب ، بل على مستوى الحاضر المعاش الذي بدأ يجسّد هذا المستقبل من خلال وجوده الشريف وحياته الفعلية ؛ لأنهم يعتقدون بحياته وبولادته ، وأنه يعيش الآن جميع ظروف الحاضر الصعبة التي يواجهها المسلمون ، ويشاهد كل التجارب الانسانية والاجتماعية التي تمر بها البشرية ويتفاعل معها ، ليحقق حكومة العدل الإلهي المطلق في مستقبل مسيرتها . ويعطي هذا الاعتقاد وضوحاً في الرؤية للتأريخ الانساني ، وفهماً للسنن الإلهية في التأريخ التي تحدّث عنها القرآن الكريم . فإن الانسان المؤمن الذي يمرّ بالآلام والمعاناة والمحن قد يصيبه شيء من الشكّ ، أو الغموض والابهام في مصداقية الحقائق والسنن التاريخية التي تحدّث عنها القرآن الكريم مثل : سنّة الغلبة للصالحين ، أو سنّة غلبة الحق على الباطل . قال تعالى : * ( وَقُلْ جاءَ الحَقّ وَزَهَقَ الباطِلُ إنَّ الباطِلَ كان زَهُوقاً ) * ( 2 ) . وقال تعالى : * ( إنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالّذينَ آمَنُوا في الحَياةِ الدّنْيا ويَوْمَ يَقُومُ الأشْهادُ ) * ( 3 ) . وقال تعالى : * ( هُو الّذي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدى وَدينِ الحَقّ لِيُظْهِرَهُ