نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 195
إلى أن يجعلوا شيعتهم يعيشون حالة الانتظار الحقيقي للظهور وللقيام في مختلف العصور حتّى في عصر الأئمّة أنفسهم ، بحيث كان أتباعهم يعيشون احتمال أن يكون كلّ واحد من الأئمّة هو الإمام القائم بالأمر . الأمر الذي أعطى الجماعة الصالحة عاملاً معنوياً حركياً وأملاً كبيراً في تحقيق النصر والأهداف والتغلب على الأوضاع الاجتماعية الفاسدة والانحرافات العقائدية والأخلاقية . وبالرغم من أن هذا الطرح كان له بعض الآثار السلبيّة في حياة الجماعة الصالحة ، كما حصل في بعض عصور الأئمّة حيث اعتقد البعض بأنّه هو الإمام القائم ، ومن ثم لم يكن على استعداد من الناحية النفسيّة أن يقتنع بموت هذا الإمام عند موته . وأحد الأمثلة على ذلك هو الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليهما السلام ) ، لان حركته السياسية كانت من القوة بحيث اعتقد بعض أصحابه أنه الإمام القائم بالأمر ، وعندما قتل في السجن مسموماً لم يقتنع هؤلاء الأصحاب بموته وأدّى ذلك إلى القول بالوقف عليه بالإمامة وظهرت مشكلة بين الجماعة الصالحة بعد وفاته ؛ حيث انقسمت إلى من يؤمن بإمامة علي بن موسى الرضا وإلى من يقف على الإمام موسى الكاظم ، حتى تمكن الإمام الرضا من التغلب عليها بعد ذلك [1] . إلاّ أنّ هذه الآثار السلبيّة سرعان ما كانت تزول ويتغلّب عليها الأئمّة ( عليهم السلام ) بسبب قدرتهم على الإقناع ، ووضوح الحقّ إلى جانبهم . ويبقى الأثر الإيجابي هو السائد في أوساط الجماعة . وعلى هذا الأساس أصبح الانتظار عبادة - التي هي من أفضل العبادات كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - يمارسها أبناء الجماعة الصالحة ، ويتحرّكون على
[1] سوف نشرح هذه الظروف في كتابنا الخامس إن شاء الله .
195
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 195