نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 194
بدّ لها أن تعيش هذه الروح وتُبقي هذه الشعلة . ولذلك نجد الرسالة الإسلامية تحث في مختلف مراحلها على استشعار الأمل ، وتحرّم اليأس والقنوط مهما كانت الظروف والعقبات والآلام . قال تعالى : ( حتّى إذا اسْتَيأسَ الرُّسلُ وَظنّوا أنّهُمْ قَدْ كُذبوا جاءَهم نَصْرُنا فَنُجّي مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأسُنا عَن القَوْمِ الُمجْرِمين ) [1] . وقال تعالى : ( أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلوا الجَنّةَ وَلَمّا يَأتِكُمْ مَثَلُ الّذينَ خَلوا مِنْ قَبْلِكُمْ مسّتهمُ البأساءُ والضرّاءُ وزُلزلوا حتّى يقولَ الرّسولُ والّذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إنّ نصرَ اللّهِ قريبٌ ) [2] . وقد كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يتحدّث في أشدّ المحن مع أصحابه ويعدهم فتح بلاد كسرى وقيصر ، كما يحدّثنا التأريخ في وقعة أحد والأحزاب . ويحاول أعداء الإسلام والمنافقون والذين في قلوبهم مرض أن يثيروا الشكوك ويزرعوا اليأس والقنوط في النفوس ليحقّقوا أغراضهم - كما تتحدث عن ذلك سورة الاحزاب - لأنّه بمجرّد أن تنطفئ شعلة الأمل ويدبّ اليأس في النفوس ينهزم الإنسان ويستسلم أمام الضغوط ويتحوّل اليأس إلى سلاح قاتل . وتتركّز الحرب النفسيّة دائماً على هدف رئيسي لها وهو إطفاء روح الأمل في المشاعر الإنسانيّة . وقد عالج أهل البيت هذا الجانب بأساليب متعدّدة يمكن أن نشاهد بعضها في النقاط السابقة ، إلاّ أن أهمّ نقطة كانت في بناء الجماعة الصالحة في هذا المجال هي قضيّة الانتظار لظهور الإمام القائم ، حيث لم يكتفِ الأئمّة ( عليهم السلام ) في الحديث عنه بمجرّد طرح هذه الحقيقة وطلب الإيمان بها من أتباعهم ، بل كانوا يسعون دائماً