نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 187
* ( واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً * وذرني والمكذبين أولي النَّعمة ) * . وقال : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقّاها إلاّ الذين صبروا وما يلقّاها إلاّ ذو حظ عظيم ) فصبر حتى نالوه بالعظائم ، ورموه بها فضاق صدره فانزل الله عليه : ( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبّح بحمد ربك وكن من الساجدين ) ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله : ( قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذّبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا ) فألزم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نفسه الصبر فتعدّوا فذكروا الله تبارك وتعالى فكذبوه فقال : قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي ولا صبر لي على ذكر إلهي ، فأنزل الله عزّ وجلّ : ( فاصبر على ما يقولون ) فصبر في جميع أحواله ، ثم بشر في عترته بالأئمة ( عليهم السلام ) ووصفوا بالصبر فقال جلّ ثناؤه : ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) فعند ذلك قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : الصبر من الايمان كالرأس من الجسد ، فشكر الله ذلك له فأنزل الله : ( وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون ) فقال : إنه بشرى وانتقام ، فأباح الله له قتال المشركين فأنزل الله : ( اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد واقتلوهم حيث ثقفتموهم ) فقتلهم الله على يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأحبائه وجعل له ثواب صبره مع ما ادّخر له في الآخرة ، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله له عينه في أعدائه مع ما يدخر له في الآخرة » [1] .