نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 163
الثانية : في الحدود والإطار الذي لا بدّ أن تمارس فيه هذه الشعائر التي يبتكرها الإنسان بحيث تكون مصداقاً للقاعدة القرآنية التي أشرنا إليها . ذلك أنّ القسم الأول من الشعائر يصحّ أن نمارسه في جميع الأحوال ، حيث ورد النصّ على شكله ومضمونه معاً عن أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهو يمثل خطاً ثابتاً في هذه الشعائر . وأمّا القسم الثاني فلا بدّ أن يكون في مشروعيّته مشتملاً على المضمون والمحتوى الذي وضعه الله تعالى لها ، وهو أن تكون تعظيماً لشعائر الله ، وإلاّ فمجرّد أن يدّعي الإنسان أنّه يؤدّي هذا العمل من أجل الحسين لا يكفي أن يكون تعظيماً للحسين ( عليه السلام ) ، ما لم يكن الشكل يعبر عن أسلوب عرفي عقلائي للتعظيم ، بل يجب أن يكون في نفس الوقت مرتبطاً بالمحتوى والمضمون الشرعي لنهضة الحسين ( عليه السلام ) الذي شرحناه سابقاً . ويمكن أن يوضع هذا المضمون في خطّين أساسيين : أحدهما : الخط الإيجابي ، وهو الأهداف التي وضعت للشعائر الحسينيّة في الخطّ الثالث لها ، وهي النقاط الستّ السابقة . وبمقدار ما تحققه هذه الشعائر من تلك الأهداف تصبح هذه الممارسات تعظيماً لشعائر الله تعالى . ثانيهما : الخط السلبي ، وهو أن لا تكون هذه الممارسات سبباً لهتك حرمة الإسلام ، أو مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، أو تشويه الرؤية له كأن تكون ذات شكل لا ينسجم مع الأهداف الحقيقيّة لأهل البيت . حيث يمكن أن نشاهد ذلك في بعض الممارسات التي لا نجد لها مثيلاً في أي لون من ألوان العبادات والسلوك الذي أقرّه الشارع المقدّس في مقام التعبير عن الارتباط بالله تعالى والحب له ، أو التعظيم والتمجيد لذاته المقدّسة ، أو عرفها العقلاء من الناس في حياتهم الاجتماعية .
163
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 163