نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 155
والسياسية التي تضمنتها نصوص الزيارات التي وردت للحسين ( عليه السلام ) في الأيام المخصوصة المختلفة ، حيث كانت الزيارة تكريساً لموسم خاص للتعبير عن هذا الالتزام تجاه هذه المفاهيم ذات الابعاد المتعددة . الأمر الذي أوجد خطاً ثقافياً واعياً وثابتاً في وسط هذه الجماعة الصالحة . الرابع : التعبير السياسي والاجتماعي عن وجود الجماعة الصالحة من ناحية ، وفتح الأبواب أمام بقية المسلمين للالتحاق بحركة هذه الجماعة من ناحية أخرى ، وذلك من خلال الارتباط بحركة الإمام الحسين ( عليه السلام ) التي أصبحت حركة معترفاً بها من جميع أوساط المسلمين عموماً . ولعل هذه الحقيقة تفسّر ظاهرتين بارزتين في تاريخ هذه الزيارة ووجودها : إحداهما : الممارسات القمعية العدوانية التي كانت ترتكبها السلطات الجائرة والطغاة المجرمون بحق أبناء المسلمين الذين كانوا يتوافدون على زيارة المرقد الشريف للإمام الحسين ( عليه السلام ) حيث كان يتعرض هؤلاء الزوّار إلى القتل أو فرض الأتاوات أو التنكيل بقطع الأيدي والمطاردة في بعض الأدوار ، أو يتعرض القبر إلى الهدم المتعمد ، كما حصل في زمن المتوكل العباسي ، والوهابيين عند غزوهم العراق في أواخر القرن الثالث عشر الهجري ، أو حكومة العفالقة [1] في العراق في العقد الأخير من القرن الرابع عشر الهجري . ثانيتهما : تأكيد أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) على شيعتهم ضرورة ممارسة هذا الشعار بالرغم من المخاطر التي كانت تحفّ الزائرين ، وبالرغم من نهج التقيّة الذي التزموا به وحرص الأئمة ( عليهم السلام ) على المحافظة على شيعتهم وتجنيبهم مختلف المخاطر والآلام بحيث تكاد أن تتحول الزيارة في نظرهم إلى قتال في سبيل الله .
[1] العفالقة : نسبة إلى ميشيل عفلق الصليبي الذي أسس حزب البعث وحكم العراق أواخر العقد التاسع من القرن الرابع عشر وحتى العقد الثاني من القرن الخامس عشر الهجري .
155
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 155