نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 152
فقلت : يا بن رسول الله ، ممَّ بكاؤك لا أبكى الله عينيك ؟ فقال لي : أو في غفلة أنت ؟ أما علمت أن الحسين بن علي ( عليهما السلام ) أُصيب في مثل هذا اليوم ؟ ! قلت : يا سيدي فما قولك في صومه ؟ فقال لي : صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت ، ولا تجعله يوم صوم كملا ، وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء ، فإنه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عن آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وانكشفت الملحمة عنهم ، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً في مواليهم ، يعزّ على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مصرعهم ، ولو كان في الدنيا يومئذ حياً لكان صلوات الله عليه وآله هو المعزّى بهم . . . يا عبد الله بن سنان ، إن أفضل ما تأتي به في هذا اليوم أن تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلّب ، قال : وما التسلّب ؟ قال : تحلل أزرارك وتكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصايب ، ثم تخرج إلى أرض مقفرة أو مكان لا يراك به أحد أو تعمد إلى منزل لك خال ، أو في خلوة منذ حين يرتفع النهار ، فتصلي أربع ركعات تحسن ركوعها وسجودها وتسلّم بين كل ركعتين ، تقرأ في الركعة الأولى سورة الحمد و ( قل يا أيها الكافرون ) ، وفي الثانية الحمد و ( قل هو الله أحد ) ثم تصلّي ركعتين تقرأ في الركعة الأولى الحمد وسورة الأحزاب ، وفي الثانية الحمد وسورة ( إذا جاءك المنافقون ) ، أو ما تيسر من القرآن ، ثم تسلّم وتحول وجهك نحو قبر الحسين ( عليه السلام ) ومضجعه فتمثل لنفسك مصرعه ومن كان معه من ولده وأهله وتسلّم وتصلي عليه ، وتلعن قاتليه فتبرأ من أفعالهم ، يرفع الله عزّ وجلّ لك بذلك في الجنّة من الدَّرجات ويحطُّ عنك من السيئات . ثم تسعى من الموضع الذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء أو أي شيء كان خطوات تقول في ذلك : إنا لله وإنا إليه راجعون رضاً بقضائه وتسليماً لأمره ، وليكن عليك في ذلك الكآبة والحزن ، وأكثر من ذكر الله سبحانه
152
نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 152