نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 150
وقال : ( أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها ) [1] . وقال متحدثاً عن اليهود : ( وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً ما يؤمنون ) [2] . وقال : ( فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله ) [3] . وقال : ( ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هاد ) [4] . وقضية وهن القلب والطبع والختم على القلب التي يتحدث عنها القرآن الكريم ، إنّما تنطلق من قسوة القلب . وفي مقابل ذلك طهارة القلب وخشوعه ووجله ولينه واطمئنانه . ولا شك أن البكاء يمثل أفضل وسيلة لغسل درن القلب ، وتهيئة الأرضية الصالحة فيه للتفاعل والتأثر . ومن هنا جاء الحث الشديد من الشارع المقدّس على البكاء من خشية الله تعالى ، وأصبحت العين الباكية من خشية الله في صف العين التي تكف عن محارم الله أو تسهر في سبيل الله كما ورد في الحديث [5] . وبهذا يكون للبكاء بعد روحي ووجداني بالإضافة إلى بعده السياسي والأخلاقي . مضافاً إلى ذلك يمكن أن نتصور في البكاء بعداً ثقافياً يرتبط بموضوع العدل والظلم ، حيث إن دوافع البكاء التي تثير في الانسان هذا الاحساس العاطفي والوجداني لا شك أن لها تأثيراً في ثقافة الانسان وفهمه للحياة وتفاعله مع قضاياه . وعندما يتم التركيز على الإثارة تجاه المظلومية والتعرض للعدوان ، ويتفاعل الانسان مع هذه الإثارة فلا شك أن الانسان سوف يكون تصوراً عن