نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 123
والتطورات ، دون الوقوع في أخطار التحريف والتزييف ، أو الاستجداء من المذاهب الأخرى أو تأويلها ، أو ضياعها أو التمرد بسبب الفوضى السياسية والثقافية التي مرّ بها العالم الاسلامي جرّاء الفتن والحوادث المؤلمة . ولقد علمنا في الكتاب الثالث أن أهل البيت ( عليهم السلام ) كان لهم فضل عظيم في حفظ التراث الإسلامي والشريعة الإسلامية ، كما كان لهم فضل في حفظ الأمة الإسلامية من الضياع والانحراف عندما خطّوا لها هذا المنهج ، وسجّلوا هذه السابقة في تكوين هذا الإطار . العلم والتعليم الخطّ الثاني : الحث على طلب العلم وخصوصاً علم الشريعة ، بحيث أصبح واجباً شرعياً في مذهب أهل البيت ، يتحمّل الإنسان مسؤولية الإخلال به . وقد وردت عنهم ( عليهم السلام ) أحاديث كثيرة في تأكيد هذا الجانب ، بحيث خصّص لها أصحاب كتب الحديث باباً مستقلاً ومنها : روى الإمام الرضا ( عليه السلام ) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : طلب العلم فريضة على كل مسلم . . . به يطاع الرب ، وبه توصل الارحام ، وبه يعرف الحلال والحرام . العلم إمام العمل والعمل تابعه ، يلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء » [1] . وعن الصادق ( عليه السلام ) : « لو علم الناس ما في العلم لطلبوه ولو بسفك المهج وخوض اللجج » [2] . وعن زيد الزرّاد ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) قال : « قال أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) : يا بني ، اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم ومعرفتهم ، فإن المعرفة هي الدراية للرواية ، وبالدرايات للروايات يعلو المؤمن إلى أقصى درجات الايمان . إني نظرت في كتاب لعلي ( عليه السلام ) فوجدت في الكتاب : إن قيمة كل امرئ وقدره