نام کتاب : دور أهل البيت ( ع ) في بناء الجماعة الصالحة نویسنده : السيد محمد باقر الحكيم جلد : 1 صفحه : 336
الحضور في الجهاز الحاكم الخط الثالث : الحضور النسبي والمحدود في الأجهزة الحاكمة الجائرة للتعرّف على مواقف السلطة الطاغية وخططها وسياساتها وإجراءاتها القمعية أو الفاسدة . للحذر منها وتجنّبها ومراقبة تحرّكها من ناحية ، أو لإفشالها ودفع الأضرار التي يمكن أن تلحق بالجماعة الصالحة والمسلمين من ناحية أخرى . فقد عرفنا سابقاً أن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) كانوا قد حرّموا على اتباعهم بشكل قاطع أي درجة من التعاون مع الظالمين ، سواء في تقديم الخدمات العامة التي تساهم في توطيد دعائم سلطانهم ، أو تقديم العون لهم في ظلمهم وجورهم ، أو استلام الأعمال ذات العلاقة بالسلطة والولاية : فقد روى الكليني في الكافي بسند صحيح عن أبي بصير قال : « سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن أعمالهم ( يقصد حكام الجور ) فقال لي : يا أبا محمد لا ولا مدّة قلم ، إن أحدهم لا يصيب من دنياهم شيئاً إلاّ أصابوا من دينه مثله ، أو حتى يصيبوا من دينه مثله » [1] . كما روى الكشي في كتاب الرجال أيضاً عن صفوان بن مهران الجمّال قال : « دخلت على أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) فقال لي : يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئاً واحداً قلت : جُعلت فداك ، أي شيء هو ؟ قال : إكراؤك جمالك من هذا الرجل ، يعني هارون ، قال : والله ما أكريته أشراً ولا بطراً ، ولا للصيد ولا للهو ، ولكني أكريته لهذا الطريق ، يعني طريق مكة ، ولا أتولاّه بنفسي ، ولكن