نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 58
ومن ثمرة ذلك حصول الخشية وتزايد الخوف ، والعمل بالإخلاص والصدق والزهد وصون النفس عن مواطن الهلكة ، وإلا هلك وأهلك غيره . ومثل العالم كمثل السفينة إذا انخرقت غرقت وغرق أهلها ، فواجب على العالم أن يحترز لئلا يهلك ويهلك غيره ، فيلقى الله بذنوبه وذنوب غيره ، فيضاعف عليه العذاب . ( قول محمد بن المنكدر بالتأويل ) قال محمد بن المنكدر - وهو من سادة التابعين ، وكانت عائشة رضي الله عنها تحبه وتكرمه وتبره : الفقيه يدخل بين الله - عز وجل - وبين عباده ، فلينظر كيف يدخل ؟ وصدق ونصح قدس الله روحه . وهذا شأن السلف بذلوا النصيحة للإسلام والمسلمين ، وكانوا شديدين على من خالف ، ولا سيما لما ظهر أهل الزيغ ، وتظاهروا بالتنويه بذكر آيات المتشابه وأحاديثه ، بالغوا في التحذير منهم ومن مجالستهم ، وكانوا يقولون : هم الذين عنى الله - عز وجل - في قوله تعالى : { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة } [1] الآية . وكذا قالت عائشة رضي الله عنها . وكانوا يقولون - إذا جلس أحد للوعظ والتذكير - : تفقدوا منه أمورا ، ولا تغتروا بكل واعظ ، فإن الواعظ إذا لم يكن صادقا ناصحا سليم السريرة من الطمع والهوى هلك وأهلك . وذكروا أشياء ببعضها تنطفئ نار الشبه التي بها يموه أهل الزيغ .