نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 53
والمناهج العلية ، يحيى بن معاذ الرازي ، فقال له : أخبرنا عن الله ؟ فقال : إله واحد . فقال له كيف هو ؟ قال : إله قادر . قال : فأين هو ؟ قال : بالمرصاد . فقال السائل : لم أسألك عن هذا . فقال : ما كان غير هذا فهو صفة المخلوق ، فأما صفته فالذي أخبرتك عنه . فالسائل سأل عن الذات والكيفية ، فأجابه هذا الحبر بالصفات الجلالية القدسية . وهذا أخذه من قصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون اللعين لما قال له موسى عليه السلام : ( إني رسول رب العالمين ) فسأله فرعون ( وما رب العالمين ) [1] فقال موسى ( رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين ) [2] فضمن الجواب العدول عما سأل ، لأنه عدل فيه عن مطابقة السؤال ، لأن فرعون سأل عن ماهيته سبحانه وتعالى ، وموسى أجابه عن قدرته وصفاته ، فجاز له - حين خلط في السؤال وأخطأ ، وسأل عما لا يمكن إدراكه - العدول عن سؤاله . فقال فرعون : { ألا تستمعون } [3] أنا أسأله عن شئ ، فيجيب عن غيره . فقال موسى عليه السلام { ربكم ورب آبائكم الأولين } ( 4 ) . فلما قال موسى عليه السلام ذلك استشعر فرعون أنه أخطأ في السؤال ، فخشي أن يدرك ذلك جلساؤه ، فقال : { إن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون } رماه بذلك حتى يتخلص ويصير موسى عليه السلام في مقام لا يلتفت إلى قوله ، ولا يؤخذ به .