نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 44
وقال بعضهم : { ثم استوى على العرش } قعد عليه . وقال ابن الزاغوني : خرج عن الاستواء بأربع أصابع [1] . ولهم ولأتباعهم مثل ذلك خبائث كلها صريحة في التشبيه والتجسيم ، لا سيما في مسألة الاستواء . وهو - سبحانه وتعالى - متنزه عما لا يليق به من صفات الحدث . ثم إن هؤلاء الجمادات وأعالي الجهلة ، يلزمهم أن يقولوا في الحديث الذي رواه مسلم وغيره ما لم يمكن القول به من أجهل الناس : ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها . . . ) إلى آخره . وبالضرورة لا يكون سبحانه جارحة لعبده ، ومع هذا يلزم التعدد بحسب المتقربين والتجزئة والتفرقة ، وغير ذلك مما لا يقوله حمار ، بل ولا جماد ، تعالى الله وتقدس عن ذلك . قال ابن الجوزي : وهؤلاء وأتباعهم جهلوا معرفة ما يجوز على الله وما يستحيل عليه . ومن أعجب ما رأيت لهم ، ما ذكروا عن ابن أبي شيبة أنه قال في كتاب العرش : إن الله قد أخبرنا : أنه صار من الأرض إلى السماء ، ومن السماء إلى العرش ، فاستوى على العرش . ثم قال : ونبرأ من أقوام شانوا مذهبنا ، فعابنا الناس بكلامهم . ولو فهموا أن الله - سبحانه وتعالى - لا يوصف بما يوصف به الخلق ، لما بنوا أمورهم وقواعدهم على المحسوسات التي بها المساواة بينه وبين خلقه ، وفي ذلك