نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 177
فاعلم : أن الاستثناء في الحديث مفرغ كما هو واضح ، ولا بد فيه من تقدير ، وهو شيئان : أحدهما : لا تشد الرحال إلى مسجد إلا إلى المساجد الثلاثة . وعلى هذا فلا حجة للخصم فيه . والتقدير الثاني - لا تشد الرحال إلى مكان إلا إلى المساجد الثلاثة . ولا بد من تقدير أحد هذين ، ليكون المستثنى مندرجا تحت المستثنى منه . والتقدير الأول - وهو لا تشد الرحال إلى مسجد - أولى من التقدير الثاني - وهو لا تشد الرحال إلى مكان - لأنه على التقدير الأول جنس قريب ، لما فيه من قلة التخصيص ، لأن التخصيص على تقدير إضمار الأمكنة أكثر ، فيكون مرجوحا . ولو خطر بالبال تقدير العموم في الحديث لكان خيالا فاسدا لسياقه ، وللقرينة اللفظية فيه ، ولدخول التخصيص بالأدلة السمعية والعملية الكثيرة جدا : أما سياقه : فلأن الحديث إنما ورد لبيان شرف هذه المساجد الثلاثة وخيرتها [1] على غيرها من المساجد ، كما مر من أنها مساجد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ولهذا تضاعف الأعمال فيها ما لا تضاعف في غيرها ، والمتكلمون على الحديث إنما يتكلمون في ذلك ونحوه ، من لزوم النذر المتعلق بها ، دون الزيارات . ولهذا لما تكلم بعض المتأخرين على الحديث وأدرج ذكر الزيارة ، اعترض عليه في ذكر الزيارة ، وقيل : لم يرد الحديث لذلك ، وإنما ورد لبيان شرف هذه المساجد دون غيرها . وهذا كاف في بطلان الاحتجاج بالحديث لمنع زيارة القبور ، والزيادة على
[1] قول المصنف صواب ومعنى " خيرتها " فضلها . وفي هامش المطبوعة صوابه وخيريتها كما لا يخفى . انتهى مصححه .
177
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 177