نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 171
فلم يورده أحد من العلماء . وهذا أيضا من البهتان البين والجهل . فقد روى هذا الحديث غير واحد من الأئمة بألفاظ متقاربة : منهم الحافظ أبو عبد الله بن النجار في كتابه ( الدرة الثمينة ) ، من حديث علي رضي الله عنه . ومنهم الإمام الحافظ - المتفق على حفظه وعلو قدره في هذا الشأن - أبو سعيد عبد الملك النيسابوري ، خرجه في كتابه ( شرف المصطفى ) من حديث علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن لم يزرني فقد جفاني ) ، رواه ابن عساكر من طرق . وقوله : وهو مثل ( من زارني وزار أبي إبراهيم في عام واحد ضمنت له على الله الجنة ) " . تنبه ، يا من أشير إليه بالعلم ، في قوله ، فإنه يشير به إلى أن الحديث الأول كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لأنه سوى بينهما ، وذكر الحديث الثاني توطئة لقصده الفاسد في إرادة تجاسره به ، والتمويه على العوام والضعفاء من الطلبة ، وهو شديد الاعتناء بهذا القصد الخبيث في الكلام على آيات الصفات وأحاديثها . فليحذر الواقف على كلامه في آيات المتشابه وأحاديثه غاية الحذر ، فإن الخطأ فيها كفر ، بخلاف غيرها من مسائل الفروع . وقوله : وقد احتج أبو محمد المقدسي على جواز السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقبور الأنبياء : بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يزور قباء ، وأجاب عن حديث ( لا تشد الرحال ) : بأن ذلك محمول على نفي الاستحباب ، وأما الأولون فإنهم محتجون بما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : [1] ( إلا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدي ) وهذا الحديث اتفق الأئمة على صحته والعمل به .
[1] أول الحديث : ( لا تشد الرحال ) ، ثم المذكور هنا . انتهى . مصححه .
171
نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 171