نام کتاب : دفع الشبه عن الرسول ( ص ) نویسنده : الحصني الدمشقي جلد : 1 صفحه : 155
سلامهم ؟ قال : نعم وأرد عليهم ) . وقال بعض المشايخ : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم ، فقلت : استغلي ، فأعرض عني . فقلت : يا رسول الله استغفر لي ، فأعرض عني . فقلت : يا رسول الله إن سفيان بن عيينة حدثنا عن محمد بن المنكدر ، عن جابر أنك لم تسأل شيئا قط فقلت : لا ، فأقبل علي ، وقال : غفر الله لك . وكان موهوب ابن الجزري الشافعي إماما عالما فاضلا مفيدا ، يشارك في سائر العلوم مشاركة جيدة ، مع العقل والدين والإيثار لأهل الضرورات ، وكان يتجر فكثر ماله ، فأراد الصاحب أن يتعرض له ، قال : فخفت منه خوفا شديدا ، فلما كان في بعض الليالي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام ، فقلت : يا رسول الله إني خائف من الصاحب ، فقال : لا تخف منه وقل له بعلامة كذا وكذا : لا تؤذني ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع في . فلما انتبهت صليت الصبح ، وركبت دابتي ، ووقفت للصاحب في الطريق وهو طالع إلى القلعة ، قال : فسلمت عليه وصحبته ، وقلت له : معي رسالة ، فقال : ممن ؟ قلت : من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال : قل له بعلامة كذا وكذا ، فقال : صدقت أنت ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأنا اليوم أتشفع بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فالمولى يرسم والمملوك يمتثل ، ومهما كان لك من الحوائج تعرفني بها ، أو لأحد أصحابك . وطلب بعض أمراء الجور رجلا أراد منه شيئا ، وهدده تهديدا ، وتوعده [1] بالعقوبات ، فقال له الرجل : أنا أتشفع إليك بسيد الأولين والآخرين أن لا تتعرض لي بما لا يحل لك ، فلم يلتفت إليه ، ولا إلى قوله ، فلما أصبح الصباح طلب الأمير الرجل ، وأكرمه بعد أن فك عنه الطلب ، فقيل للأمير في ذلك ، فقال رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنهرني ، وهم بي ، وقال : يتشفع بي إليك ولا تقبل ، فوالله لا يتشفع