والوقائع من دون تعرض لشرائطها وموانعها . فقد تتحقق تلك ، وتفقد هذه ، فيوجد الحدث وقد لا فلا . وقد قدمنا الحديث عن هذا القسم ونعزّزه هنا بالمثال التقريبي . فنقول : أما بالنسبة للمانع ، فهو نظير بيت بُنِيَ على ساحل البحر ، وكان البناء من القوة بحيث يستطيع البقاء مئة سنة . ولكن إذا ضربته مياه البحر ، أو تعّرض لعاصفة عاتية ، أو لزلزال ، فلسوف ينتهي عمره في أقل من نصف هذه المدة فيصحّ الإخبار عن المدة الأولى من دون تعرض لذلك المانع المعارض ، أو الذي يعرض له . وكذلك الحال لو كان للإنسان حقل زرعه قمحاً ، وقد استحصد ، فإنه يصح له أن يقول : إن لدي مقدار ألف كيلو من القمح ، ولكنه لا يدري : أن طفلاً سيلقي فيه عود ثقاب فيحرق ، أو سوف يأتي سيل فيقضي عليه . وأما بالنسبة إلى الشرط ، فهو نظير شجرة خضراء غرست في الموقع وفي المكان المناسب ، ولكنّ شرْطَ نموّها وحياتها هو إيصال الماء إليها ، فإذا لم يتحقق هذا الشرط ، امتنعت عليها الحياة . فيخبر عن حياة الشجرة ، وعن عمرها ، من دون الأخذ بنظر الاعتبار عدم تحقق ذلك الشرط كما قلنا . ومن الأمثلة التي وردت في القرآن وفي السنة ، على لسان الرسول الأكرم « صلى الله عليه وآله » ، والأئمة الأطهار « عليهم السلام » نذكر : 1 - أن بعض الروايات قد صرحت بأن الرجل ليصل رحمه ، وقد بقي من عمره ثلاث سنين ، فيصّيرها الله عز وجل ثلاثين سنة ، ويقطعها وقد بقي من عمره ثلاثين سنة ، فيصّيرها الله ثلاث سنين . ثم تلا : * ( يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاء